ALYAZDIAH 4 ALL
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


i love alyazdiah
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بولس لو يعود

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ghost

ghost


المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 06/12/2008
العمر : 41
الموقع : doha

بولس لو يعود Empty
مُساهمةموضوع: بولس لو يعود   بولس لو يعود Icon_minitime6/12/2008, 22:50

وبدايةً هل تَعرفُ مَن بولس؟ فدَعْهُ يعرِّف بنفسه عن نفسه:

هذا المتشدّد المتزمّت، المُفاخِر ببُنوّته لإبراهيم، وبقوميته كعبراني، وبهويّته كإسرائيلي من بني إسرائيل (1 كورنثس 11: 22)، وبيهوديته دِينًا، وفرّيسيّته مذهبًا، وبنيامينيّته انتماءً، وبأنه مختون في اليوم الثامن بموجب الشريعة، وبأنه حافِظٌ لهذه الشريعة في أدقّ تفاصيلها، ويفوق في الغيرة عليها وعلى سنن السلََف، الكثيرين من أبناء قومه، حتى لَيضطهدُ كنيسة الله ويحاول تدميرها بلا هوادة، فيستبيح قتل أتباعها، باسم تلك الغيرة والشريعة والسنن (فيلبي 3: 5-6؛ غلاطية 1: 13-14؛ أعمال الرسل 9: 1-2؛ 22: 4-5؛ 26: 4-11)؛ هذا الشاب تلميذ جملائيل الشهير، وخرّيج أرقى المعاهد الدينية لعصره في أورشليم (أعمال 22: 3)؛ الذي يقرأ ويكتب في أربع لغات العالم المعروف حوله يومذاك: العبرية التوراتية، والآرامية المحكية، واليونانية لغة الأدب والفكر والفلسفة، واللاتيتية لغة الدولة والعسكر والقانون (21: 37، 40)؛ هذا المتباهي بالمواطنية الرومانية، حقًّا له لا مِنَّةَ عليه لأحد فيه (22: 28)؛ هذا الشاب المتوقد الذكاء، المتدفق حيوية وعنفوانا، الذي لا تكاد الدنيا تتسع لأحلامه وطموحاته...



هذا الإنسان، إلتقاه المسيحُ فجأةً على طريق دمشق، فصرعه وقلبَ حياته (9: 3-18؛ 22: 6-16؛ 26: 13-18)، وللحال عدَّ كلَّ تلك الأمجاد والأحلام والطموحات خسرانًا وبُطلانًا، بل أقذارًا ونفايات، بإزاء الربح الأعظم، اي التعرُّفِ بالمسيح يسوع، ليربحه ويكون فيه، (فيلبي 3: 7-9). ومِن مضطهِدٍ ليسوع، أصبح له رسولا وسفيرًا الى العالم، من فلسطين الى لبنان، فسوريا، فتركيا، فمكدونيا، فاليونان، فإيطاليا، (فإسبانيا؟)، لينهي حياته شهيدا في رومة.



بولس هذا، لو يعود اليوم الينا، الى هذا العالم المتفجِّر في صراعات الأنساب والقوميات، والطبقات والعنصريات، والإيديولوجيات والحضارات، والأديان المسيَّسة للحروب، او السياسات المتلبسة الأديانَ للفِتَن، هل تراه يغيّر حرفًا ممّا قال وكتب قبل ألفَي عام: لا فَرقَ بين يهوديّ وغير يهودي، بين مختون وأقلف، بين رجُل وامرأة، بين عبد وسيّد، لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع (غلاطية 3: 28؛ كولسي 3:11).



بولس، لو يعود اليوم الينا، الى هذا العالم الذي تغتلي فيه الأصوليات المتشددة، التي تعبُد الحَرفَ والتفسير، وتنسى الوحي والرسالة، وتؤلّه النسبيات وتُلبّسها مُطلَقيّة المُطلَقِِ الواحد الأوحد الأحَد، لو يعود اليوم بولس، هل تراه يقول ويكتب غير ما قال وكتب قبل ألفَي سنة: على كوني حرًّا من الجميع، جعلتُ نفسي عبدًا للجميع، فصرتُ لليهود كيهودي...ولأهل الشربعة كأني من أهل الشريعة، مع أني لستُ من أهل الشريعة، وللذين بلا شريعة كأني بلا شريعة، مع أني لستُ بلا شريعة الله، إذ أنا تحت شريعة المسيح، وصرتُ للضعفاء ضعيفًأ...وصرتُ لكل الناس كلَّ شيء، لأربح كل إنسان... حتى نعبُد الله في نظام الروح الجديد، لا في نظام الحرف القديم...لأن الحَرف يُميت والروح يُحْيي (1 كورنثس 9: 19-22؛ رومة 7: 6؛ 2 كورنثس 3: 6).



بولس، لو يعود الينا اليوم، ويرى ما كان قد تنبأ عليه للأيام الأخيرة، للأزمنة العسيرة التي نعيشها، من تدهور في القِيَم وانحطاط في الأخلاق، حيث يكون الناس أنانيين، طمّاعين، متعجرفين، متكبّرين، مجدِّفين، عاقّين للوالدين، كافرين بالنعمة، فاسقين،لا ودَّ لهم ولا عهد، نمّامين، داعرين، شرسين، أعداءً للصلاح، خَوَنة، وقِحين...(رومة 1: 28-32؛ 2 تيوثاوس 3: 1-5)، هل تُراه كان يغيّر كلمةً مما كَتََب: انه لا الظالمون، ولا العاهرون، ولا عبَدة الأوثان، ولا الفاسقون، ولا المتخنّثون، ولا السارقون، ولا الجَشِعون، ولا السكّيرون، ولا الشتّامون، ولا الخَطَفة، يرثون ملكوت الله (1 كورنثوس 6: 9-10).



بولس، لو يعود اليوم، ويرى الجوع والعري والمرض، والجهل والتخلّف، وكلَّ ما جَلبَ ظلمُ القوة والتجبّر والاستكبار، من مآسي وكوارث على الإنسان؛ ثم لو يعود ويرى ويسمع سيناريوهات الذهاب والإياب، وعكاظات الكلام في الندوات والمؤتمرات، والهيئات والمنظّمات الدولية، والكذبَ والدجلِ والنفاق ، الذي يلفّ "التهدئات والمعالَجات والتسويات"، وما يستبطن كلُ ذلك من حقد وضغينة، وكراهيةٍ وحبِّ انتقام، مغلَّفةً كلها بلمسةِ المُخمَل وبَسمةِ الغدر والكَذِب والرئاء؛ لو يعود بولس، هل يكون بإمكانه أن يتحدّى ويداوي كل هذا القرَف بغير نشيد الأمل والتسامح والفرح، الذي يرفْع الإنسانَ من ثرثرة الكلام الى بطولات العمل الفعلي: لو تكلّمتُ بلغات الناس والملائكة، ولم تكن فيَّ المحبة، فإنما أنا نحاس يطِنّ، أو صَنْج يرِنّ؛ ولو كانت لي النبوءة، وكنتُ أعلم جميع الأسرار والعِلمَ كله، ولو كان لي الإيمان الكامل فأنقل به الجبال، ولم تكن فيَّ المحبة، فلستُ بشيء؛ ولو وزّعتُ جميع أموالي (إحسانًا)، وسلّمتُ جسدي لأُحرَق (شهادة)، ولم تكن فيَّ المحبة، فلا يُجديني ذلك نفعا. المحبة تتأنى وترفُق، المحبة لا تحسد، لا تتباهى، لا تنتفخ، لا تأتي عملا قبيحا، لا تطلب ما لنفسها، لا تحتدّ، لا تظنّ السوء، لا تفرح بالظلم بل تفرح بالحق، تتغاضى عن كل شيء، تصدّق كل شيء، ترجو كل شيء، تصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط أبدا. النبوءات ستبطل، والألسنة تزول، والعلم يتلاشى، ويثبت الإيمان والرجاء والمحبة، هذه الثلاثة، ولكن أعظمها المحبة (1 كورنثس 13: 1-13).



بولس هذا، لو يعود اليوم، أليس عنده ما يقول لأبناء قومه اليهود، بعد كل ما تمرّس به من خبرات ومعاناة، سلخَتْه عنهم في الظاهر، ولكنْ ما فصلتْه عن حبهم، لأنه لا يزال، من صميم قلبه، يبتهل كل يوم من أجلهم، ويرجو لهم الخلاص (رومة 10: 1)؟ أليس عنده ما يقول لأبناء عمومته العرب، وقد كانوا أول مَن أجاروه وأضافوه بعد هربه من دمشق، فكانوا أول من سمعوا شهادته ورسالته، وقد حفظ هو عنهم الكثير على مدى ثلاث سنوات قضاها بينهم (غلاطية 1: 17-18)؟ هل نسيَهم أو نسوه، أم لا يزال بينهم وبينه مودّة وصداقة، وخبز وملح كثير؟ أليس عنده ما يقول خصوصا لإخوته المسيحيين، بعد ما عرفهم وخبرهم عشرين قرنا، بكل أمجادهم وبطولات قداستهم، وأيضًا بكل تفاهاتهم وسخافاتهم، وانقساماتهم وخياناتهم للمسيح؟ ألا يعود ليذكّرهم بأنهم مِلح الأرض، فإذا فسد الملح فبماذا يملّحونه؟



بولس لم يكن رسولا لشعبٍ أو أمّة، بل هو "رسول الأمم"، وعلى مثال معَلِمه هو لجميع البشر. أفلا تكون الألفية الثانية لميلاده خيرَ مناسبة يلتقي فيها حوله جميع أبناء الشعبين والديانات الثلاث؟ لقد تنادى العالم كله للاحتفال بالسنة البولسية، وللاحتفاء بشخصيةٍ فريدة في تاريخ البشرية. فنحن هنا في بلادنا، حيث عُرف اسمه لأول مرة، نهيب بجميع المؤسسات الدينية والثقافية والاجتماعية، أن لا تتخلف عن الركب العالمي، بل أن تتنادى الى لقاءات وندوات ومؤتمرات حول بولس وفكره ورسالته الينا اليوم. "فرسائله"، التي كتبها قبل ألفَي سنة، لا تزال حيّة خالدة، تُقرأ كل يوم في كل أرض وتحت كل سماء، كأنها اليومَ تُكتَب ، وتُكتَب الينا. وكل من يتوق الى الحرية والحقيقة والعدالة والسلام وكل قيم الإنسان المعاصر، فإلى بولس يجب أن يعود. ألا يبقى أبلغُ تقريظ لبولس قولَ يوحنا الذهبيِّ الفم فيه: قلبُ بولس قلبُ المسيح؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بولس لو يعود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ALYAZDIAH 4 ALL :: الفئة الثانية :: المنتدى الديني-
انتقل الى: